للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوقها والالتواءُ في الجنب (دون داء) ألم (في الأثناء). ومنه "الدَثّ -بالفتح: أضعفُ المَطَر وأخفُّه " (المطر يسمى صوبًا وهو هنا خفيف) ومنه "الدُثة -بالضم: الزكام القليل "فاحتشاء الأنف يُشْعر بأنه (اندفع) فيه ما حشاه.

(دثر):

{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: ١ - ٢]

"دَثَر الشجرُ: أورقَ وتشعبت خِطْرته (= قُضبانه الدقاق الخُضْر) وَدَثَرَ السيفُ (قعد): صَدِئ، والرسْمُ: قَدُم ودَرَس وهو أن تهب الرياح على المنزل فتُغَشِّى رسومَه بالرمل وتغطيها بالتراب. دَثّر الطائرُ تدثيرًا: أصلح عُشّهُ ".

° المعنى المحوري تغطى الشيء بِطبقة كثيفة من دِقاق: كورق الشجر يغطيه، وكما يغطي الصدأُ السيف، والرملُ الرَسْم. والطائر يصلح عشه بدقاق كالحشيش يفرشه فيه طبقة وثيرة. ومنه "تَدَثَّر بالثوب: اشْتَمَل به داخلًا فيه. والدِثَار: ما يُتَدَثَّر به. وهو الثوب الأعلى، وتحته الشعار، وهو الذي يلي الجسد/ الثوب الذي يستدفأ به من فوق الشعار ". {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} أصلها المتدثر. والآية نزلت لما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على جبل حراء -سيدنا جبريل (عليه السلام) لأول مرة فرُعبَ ورجع إلى بيته فقال دَثّروني دَثِّروني. أي غطوني بما أدفأ به. [ل وينظر الكشاف].


= والتركيب يعبر عن إصابة بدفع متسع الوقع. كما في الدَثّ الضرب (الكثير) بالعصا والرمى المتقارب من وراء الثياب .. إلخ. وفي (دثر) تزيد الراء الاسترسال، ويعبر التركيب عن استرسال ذلك الكثير تراكمًا وكثافة حتى يغطي ما تجمع عليه شاملًا كالدثار.

<<  <  ج: ص:  >  >>