وهذه أنعامٌ حِيَرات أي متحيرة كثيرة، وكذلك الناس إذا كثروا ". ومن ذلك: "حارَ بَصَرُه وتحيّر: إذا نظر إلى الشيء فعَشىَ بَصَرُه " (فيثبت بصره ولا يرى) وكذا "حار وتحير واستحار: لم يهتد لسبيله/ وقف لا يعرف وجهًا يسلكه " (ينصرف منه). قال سيبويه: وحَيران في معنى سَكران، لأن كليهما مُرتَجٌ عليه [أدب الكاتب لابن قتيبة ص ٤٦٧]{كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ} وقالوا: لا أفعل ذلك حَيْرِيَّ دَهرٍ -بالفتح: أي طُولَ الدهر (بقاء لمدة طويلة).
"الحَربة -بالفتح: الآَلَّةُ دون الرمح. وسِنَان مُحرب -كمعظم- إذا كان محددًا مؤَلَّلًا. والحِرْباء -بالكسر: دُوَيبة معروفة. والحارب: المشلِّح أي الغاصب الناهب الذي يُعْرِى الناسَ ثيابهم. حرَب الرجلَ يحرُبه (طلب): أخَذ مالَه وتركه بلا شيء. وحَرِبَ هو (فرح): أُخِذَ ماله كله ".
° المعنى المحوري سَلْبُ الشيء أي سَحْبه وأخذه بقوة أو حدّة. كسِنّ الحرْبة يكون محددًا دقيقًا رأس المثلث، فكونه عريضًا عند أصله ثم يستدق شيئًا بعد شيء كأنما يُسلب أو يقتَطَع إلى سِنِّه، والحِرْباء مُسنَّمة الظهر والرأس، وكالذي يفعله الحارب.
ومن هذا "حَرابيّ الظهر: سَناسِنُه (أى حروف فَقاره)، أو لَحْمُ المتن (مسنم رقيق). والحُرْبة -بالضم: الجوالق والغرارة (مجمع فيها ما حُرِب).
ومن ذلك "حَرِبَ الرجل (فرح): اشتد غضبه كأنما سُلب شيئًا فاحتدَ. والحرْب ضد السلْم من الأصل فقد كان السَلْب من أهم أهدافها. قال أبو تمام: