بين هذا وذاك بلا اعتداد أو نظر لحال ما في الوسط بينهما فكأنه غير موجود. وفي قوله تعالى حكاية لقول كفار قوم صالح: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (٣٥) هَيهَاتَ هَيهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} [المؤمنون: ٣٥، ٣٦] قال ابن عباس: هي كلمة للبُعْد، كأنهم قالوا: بعيد ما توعدون، أي إن هذا لا يكون ما يَذْكر من البعث [قر ١٢/ ١٢٢] فالتعبير بلفظ البعد مقصود به النفي. وكأنها تستعمل لهذا دائمًا. جاء في [ل ٤٥٢ آخرها]"معناها البعد والشيء الذي لا يُرْجَى "اهـ.
• (هو- هي):
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[آل عمران: ٢]
(لم ترد هنا استعمالات حسية).
وبالنظر إلى ما ورد في (هوه) و (هيه) و (هوو) و (هوى) يتبين أساس تعبير الكلمتن عن ضميري الغائب الذي لا تدركه الحواس العادية كالهواء في الحجرة وكل فَجْوة لا تُشْعر به. ولعله لأن الضم والاشتمال في الواو أقوى منه في الياء كانت الواو للمذكر والياء للمؤنث، والكسر والياء مستعملان في المؤنث، والياء في التصغير، وهو من باب ضعف المؤنث. وفي الميم تعبير عن التضام، وهو يتمثل هنا في التجمع فكانت (هما وهم) للجمع (والتثنية من الجمع). وفي النون امتداد جوفي مع لطف أو رقة، ومن هنا عبرت عن جمع الإناث في (هُنّ).
وعن استعمال الضمير (هو) عائدًا على المولى عزَّ وجلَّ يظر [التفسير الكبير للفخر الرازي. (الفصل ٩ من الباب ٧ من كتاب ٢ في مباحث البسملة) الغد العربي مجـ ١/ ١٩٠].