ومن النحر: الصَدْر عُبِّر بالكلمة عن الصَدْر في: "نَحْر النهار، والظهيرة، والشهر: أوائلها، والنحيرة أول يوم من الشهو. والداران تتناحران: تتقابلان "(كل في صدر الأخرى).
"هاجَ النَحْسُ: أي الغُبار. والنَحْسُ -بالفتح أيضًا: الرِيحُ الباردة. والنُحاس- كصداع: الدُخَان الذي لا لهَب فيه، وككتاب وصداع: ضرب من الصُفْر والأنية شديدة الحُمْرة ".
° المعنى المحوري حدَّةٌ ودقّة تنبثّ مع فَراغ أثناءٍ. كالغبار وهو دِقاق حادّة الأثر تنبث في الجو، وكبرُودة الريح وهي حِدّة لاسعة نَفّاذة، فالبرد الشديد يحرق النبت أي يجففه فيرفتّ إذا لمس باليد [ينظر ل حسس]. وكالدخان وهو ذرات دقيقة في الجو حادّة إذا خَالطت النفَس. وحِدّة النحاس صوت رنينه القوي الذي يعطي أنه خَوّار ليس أصمّ {يُرْسَلُ عَلَيكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ}[الرحمن: ٣٥] , فسر [في قر ١٧/ ١٧٢] بالدُخان، وبالصُفْر المذاب، والمُهْل، والنار. والكلمة صالحة للأوّلين لحدّتهما. والتفسير بالثالث والرابع فيه تكرار. {فَأَرْسَلْنَا عَلَيهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ}[فصلت: ١٦] هذا عن عادٍ قوم هود الذين جاء عنهم في آية أخرى {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩)} [القمر: ١٩]. ويرجِّح أن النَحْس والنَحِسات في الآيتين بمعنى شؤم ومشائيم أنّ وصف اليوم والأيام بالبرد الشديد ذُكر التعبر عنه بـ (صرصر) منه الآيتين، فالأبلغ أن تفسر، (نحس) و (نحسات) بمعناها الآخر.