ومن ذلك الأصل عُبِّر بها عن بدء الشيء لأول أمره من عدم (كما قالوا: أنشأ دارًا: بناها) أو من أثناءٍ كانت موجودة ولكن لم يكن له وجود متعين فيها {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}[هود: ٦١]، {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}[الأنعام: ٩٨]، ومن صريح هذا {كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ}[الأنعام: ١٣٣]، {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ}[المؤمنون: ١٤]، "النَشْءُ: أولُ ما ينشأ من السحاب ويرتفع. اهـ {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَال}[الرعد: ١٢]. {أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا}[الواقعة: ٧٢]{قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ}[يس: ٧٩]{أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ}[المؤمنون: ٧٨]، {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ}[الأنعام: ١٤١]، {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ}[الرحمن: ٢٤]. قالوا: المرفوعات الشُرُع. وإنما هي كإنشاء الدار. وسائر ما في القرآن من التركيب يتأتى فيه كلاهما. {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيلِ}[المزمل: ٦]: ما ينشأ في الليل من الطاعات. [ل]. أي كالقيام والقراءة.
"النَوْشُ: التناول. ناشَتْ الظبيةُ الأَراك وهي تَنُوش البَرِير (= ثمر الأراك) والإبل تنوش الحوض مِنْ علا أي أنَّها طوال الأعناق ". وتناوش القومُ في القتال: تناول بعضهم بعضًا بالرماح ولم يتدانَوْا كلَّ التداني ".