للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يملأ به فاه (الشفاه والبقل (= الخضر كالجرجير والفجل والخس) كل منها طرف غض طري، والتقبيل والأكل إصابة ذلك أو الإصابة به أي بالشفتين كما قالوا: رَفَّها: قَبَّلها بأطراف شفتيه). ومن رفِّ البَقْل ونحوه قالوا "هو يَرُفّهُ (رد) يُطْعِمُه، ويَرُفّ له: يكسِبُ ".

ومن الأصل "رَفّ الثوبُ: رق. وثوب رفيف: رقيق (رقيق الخيوط خفيف النسج كالرفّ)، والرفرف البِساط أو السِتْر، والرقيقُ من الديباج ثياب خُضْر يُتَّخَذُ منها للمجالس {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ}: رياض الجنة أو الفُرُش والبُسُط.

ومن صُورة الرفرف وما يُتَصَوّر من ظِلّه وبَرْد ما تحته قالوا: (رَفْرَف على القوم: تحدّب ".

هذا، وأما "الرُفَّةُ -بالضم: التبنُ وحُطامه، وكغُراب: ما انْتَحَتَ من التِبْن ويبيس السَمُر "فالأشبه أنها من (رفت) الآتية، وإن كان فيها بعض معنى الأصل من حيث رقةُ جرمه وخِفَّتُه واسترسالُ حركته. لكنها خلت من معنى الرخاوة والندى، ونابت الدقة (بالدال) عن الرقة (بالراء).

(رأف):

{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النور: ٢٠]

"الرأفة: الرحمة، رأف به (مثلثة العين): رَحِمَه ".

° المعنى المحوري الرحمة والرقة. وبتأمُّل (رفف) نجد أنها تعبر عن بلال وطراءة في أثناء طَرف ممتد من أصله. فطراءة الأثناء أصيلة في الفصل المعجمي (رفف)، وكأن الهمزة في (رأف) قَوَّتْها. ثم إن تعبير الفاء عن الطرد والإبعاد

<<  <  ج: ص:  >  >>