وأقول إن الكلمة تكون طيبة إذا كانت حقًّا وأعقبت خيرًا {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}[فاطر: ١٠]، {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ}[إبراهيم: ٢٤]. وكل ما في القرآن من التركيب فهو الطيب من كل شيء بحسبه: ففي الطعام والرزق هو الحلال الذي تستطيبه الفطر السليمة، وفي النساء الحلائلُ العفيفات، وفي الريح اللينةُ النقية، وفي المساكن الواسعُ المريح، وفي الشجر المظلةُ المثمرة وهكذا. وقوله تعالى {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}[الرعد: ٢٩]. قال الزجاج معناه:"العيش الطيب لهم. . وقال عكرمة الحُسْنَى لهم. . ".
"طَبَعَ الرجلُ اللبِنَ (الطوب) والدرهمَ والسيفَ (فتح): صاغه. وطَبَعْت من الطين جَرّة: عَمِلْت. والطبَّاع - كشداد: الذي يأخذ الحديدة المستطيلة فيطبع منها سيفًا أو سكينًا أو سِنَانًا. والطِبْع -بالكسر: النهر الذي يحفره الناس ".
° المعنى المحوري جَعْل المادة (اللينة) على هَيئة معينة مع تسوية ظاهرها على حَسَب ذلك: كطبع اللبِن والدراهم، وكحفر النهر.
والظاهر المهيأ للشيء يُعدّ كأنه طبقة لاصقة بظاهره تغطيه. وبذلك قالوا "طبع السيف (تعب): صَدِئ، والثوبُ: اتّسخ، والطَبْع -بالفتح: الخَتْم (كختم العسل: تغطية أعلاه بطبقة رقيقة من الشمع بقدره، وخَتْمُ الكتاب كان يتم بتغطية ظاهره بطبقة تستر ما فيه).
ومن هذا جاء "الطَبْعُ: التغطية (اللاصقة بظاهر) الشيء والاستيثاقُ من أن لا يدخله شيء {وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[الأعراف: ١٠٠]. كما قال تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ