"الفاحش: ذو الفحش والخنا من قول أو فعل. والمتفحش: الذي يتكلف سب الناس ويتعمده. والفُحْش: التعدي في القول والجواب/ قَذَعُ الكلام ورديئه. وقالوا في دم البراغيث: إن لم يكن فاحشًا فلا بأس أي كثيرًا زائدًا. وفَحُشَتْ المرأة - ككرُم: قَبُحَت وأسَنَّتْ ".
° المعنى المحوري صدور ما يفشو استقباحُه أو حِدّةُ وَقْعِه على الحسّ من قول أو فعل: كالبذاء المتعمَّد المتزيّد، وكدم البراغيث المنتشر، وكالصورة المستقبحة للشيء. ومن هذا دل على ما هو حادّ الوقع على النفس شائع الاستقباح لدى الناس، كالزنى:{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً}[الإسراء: ٣٢]، واللواط {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ}[الأعراف: ٨٠]. وقد فسر الشافعي الفاحشة في {إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}[النساء: ١٩] بالبَذَاء وسَلاطة اللسان [ل] وما يماثل كبائر الذنوب عمومًا {كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ}[الشورى: ٣٧]. وقد وصف به البخل في قولة طرفه:{ويصطفى. . عقيلة مال الفاحش المتشدد} وبه يفسر {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ}[البقرة: ٢٦٨]. فإما أنه من عموم استقباحه حيث كان الكرم عامّ الاستحسان، أو لأنه من الفواحش الباطنة، فإن نفس البخيل مشحونة بمشاعر حادة قبيحة نحو الآخرين. والخلاصة أن لفظ الفاحشة وجمعها الفواحش تعني ما كان شائع الاستقباح عند الشرع، كما مُثِّل. وكلها في