"الشَنّ والشَنَّةُ -بالفتح فيهما: القِرْبة الخلَق، وكذلك: السِقَاء الخلَق من كل آنية صُنِعت من جِلْد. وقد شَنَّ الجَمَلُ من العطش يَشِنّ: يَبِس. وشَنَّتِ القِرْبةُ: يَبِسَت. والتشنُّن: التشَنُّجُ واليُبْس في جلد الإنسان/ تَغَضُّنُه عند الهَرَم. وذئب شَنُون: جائع. والشَنُون: المهزول من الدواب. والشَانّة من المسايل: كالرَحَبة/ التي تَصُبّ في الأودية من المكان الغليظ ".
° المعنى المحوري تسرب المائع ونحوه من الأثناء التي تضمه منتشرًا لضعف تلك الأثناء عن حَجْزه (١): كالقِرْبة الخَلَق يتسرب منها الماء كذلك، وكذهاب الماء من بدن الجمل العطشان، وكذهاب الندى من جلد الهَرِم، والسِمَن والطعام من المهزول والجائع. والمكانُ الغليظ يسيل منه الماء متفرقًا. ومنه "التشنين: قَطَرانُ الماءِ من الشَنَّةِ شَيْئًا بعد شيء. وشنُّ الماء على المحموم: أن
(١) (صوتيًّا): الشين تعبّر عن التفشي، والنون تعبّر عن الامتداد في الباطن، والفصل منهما يعبّر عن نفاذ بكثرة وتفشٍّ للمختزن في باطن شيء أو أثنائه: كالماء من الشن البالي والندى من الجلد المتغضن. وفي (شنأ) تعبّر الهمزة عن ضغط ودفع، ويعبّر التركيب معها عن دفع ما في حيز (أي باطن، أي إخراجه أوردّه بقوة ما) كردّ النْفس ما هو قبيح المنظر أي عدم قبوله، وكدفع المستحق مع البراءة ومنه جاء معنى البُغْض. وفي (شأن) نتوسط الهمزة، ويعبّر التركيب عن تفرع من أثناء (باطن) مع الامتداد في أخرى كشئون الرأس والتراب في شقوق الجبال، ومن هذا أُخذ الجريان من أثناء، كالشأن من الشئون، وهو الأمر الجاري.