{وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا}[النور: ٥٩ وكذا ما فى ٥٨]
ومنه "الحِلْم -بالكسر: العقل والأناة " (رفق ونوع من الرخاوة في الأثناء يتمثل في التروِّي والتدبُّر قبل الحكم {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا}[الطور: ٣٢] والصفة من هذا حليم كما يقال لبيب أو ذو لب، {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}[التوبة: ١١٤]{إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}[هود: ٨٧]. وصفة اللطف في هذا المختزن هي مأخذ الصبر في التركيب. ويقاس العقل بالأناة والتثبت والصبر أي عدم التعجل. ومن هنا قالوا إن "الحليم في صفة الله عز وجل معناه الصَبور الذي لا يستخفه عِصْيان العصاة ولا يستفزه الغضب عليهم الذي لا يعجل بالعقوبة "{وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[البقرة: ٢١٨] وكذا كل صفة (حليم) في القرآن لله عز وجل، أو للبشر {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى}.
ومنه "الحُلْم -بالضم وبضمتين: الرؤيا في المنام "(أمور لطيفة أي خفية تجري في عَقْل النائم- أي لا تظهر)، {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ}[يوسف: ٤٤].
° معنى الفصل المعجمي (حل): التسيب والتفكّك (وما هو من لوازمه كالزيادة) كما يتمثل في حل العقدة -في (حلل)، وفي موافقة الشيء الحسّ كالحلاوة وزيادة الطعم المميز -في (حلو)، والحِلية التي تحبِّب الشيء -في (حلى)، والاعوجاج -في (حول) وهو من التسيب [ينظر كلام ابن جني عن اللقوة في الوجه في الخصائص ١/ ١١]، وزيادة القوة من خارج الشئ -في (حلف)، وإفراغ جوف الشئ (وهذا من التسيب) -في (حلق) والرخاوة في الباطن (وهي من التسيب أيضًا) -في (حلم).