للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرَاخَي وصارَ عفنًا فاسدًا ".

° المعنى المحوري زيادة أو تزايد إلصاقي في الشيء. كالربا والزيادة في الماء والكلام والسِنّ. وانضمامُ السحابِ بَعْضِه إلى بَعْض يزيد حَجْمَه كما تترامى المِدَّة في الجُرْح وهي غليظة الجرم والأثر فينتبر. ولذا قالوا "رَمَى الله لفلان: نَصَرَه وصَنَع له " (النصر معونة وإضافة إلى قوة المنصور).

ومن هذا الأصل جاء "الرَمْي "بالسهام، فهو لإصابة المرمى أي إلحاق السهم به وكأن أصله كان للقنص أي لاقتناص صيد، فقد تعدد ذكره للقنص واستعملت "الرمِيّة "للصيد الذي اقتُنِص أو شأنه كذلك، ومنه المثل "بئس الرمية الأرنب ". ووجه دخوله في الزيادة هو ذلك الإلحاق أو أنا لضمّ المصيد. ومنه قولهم "هو مُرْتمٍ للقوم أي طليعة لهم "والطليعة يلحق الأعدء ببصره.

ثم استعمل الرمي في القتال بدفع السهام ونحوها, لأن المقصود في الكل إصابة المرمىّ بالسهم {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}، ويدفع الحجارة ونحوها كذلك {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} [الفيل: ٣, ٤]، {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} [المرسلات: ٣٢].

ومن معنويه {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا} [النساء: ١١٢]. وذلك أن هذا إلقاء كلام يحمل تهمًا تصيب المتهم وتؤذيه، ومنه ما في [النور: ٤, ٦، ٢٣].

(إرم):

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: ٦، ٧]

"الأَرُومة والأَرُوم - بفتح فضم: أصل الشَجَرِة والقَرْن. ولآرام: ملتقى

<<  <  ج: ص:  >  >>