وقوله تعالى:{فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} في [قر ١٩/ ١٩٩ - ٢٠٠] نحو عشرة أقوال: ثمانية منها تقول إنها أرض، وتختلف في وصفها والمراد بها. منها: أنها الفلاة، ووجه الأرض، وأرض بيضاء مستوية (والمؤدى متقارب لكن الأرض التي نعرفها مفعمة بالنشاط). والزمخشري في تفسيره [٣/ ٣٠٩] على هذا الرأي. وهو يتفق مع الأصل، والسياق يقود إلى أنها أرض المحشر كأرضنا، ونشاطها ما يجريه الله فيها حينئذ، وكفى بالمحشورين عليها شغلالها. وقول أبي كَبير الهذليّ:
حيث وصفها بأن لها جَميما - وهو النبت الكثير المجتمع الذي يغطي الأرض، وعميمًا - وهو النبت الطويل الملتف ينفي كون الساهرة فلاة، بل هي الأرض بنشاطها. ثم يبدلها الله إذا حشر الناس عليها {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ}[إبراهيم: ٤٨].
"السِهْل والسِهْلة - بالكسر: تراب كالرمل يجيء به الماء، والسَهْل من الأرض - بالفتح: نقيض الحَزْن، فهي المنخفضة المنبسطة، وهو من الأسماء التي أُجريت مجرى الظروف. وسَهْل الخدين: سائلهما غير مرتفع الوجنتين ".
° المعنى المحوري تسيُّب جسم الشيء ذرات وتميزُه عن غيره بذلك مع عدم تراكمه مرتفعًا (فلا هو صلب متماسك ولا هو متراكم): كذلك التراب، وتميزه أنه خلاف المعتاد؛ لأن مثله يتماسك. وكتلك الأرض، وكالخدين السهلين غير الناتئين كأنما لا عظم تحتهما. ومنه: إسهال البطن (حيث يكون المتجمع فيها