[يونس: ١٠] وعلى كل ما فاق في الحسن: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى}[الأعراف: ١٣٧]، {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}[الأعراف: ١٨٠]، {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى}[التوبة: ١٠٧]. وقد ورد في صفة الحور العين أنهن (يرى مُخّ سُوقهن منْ الحسن). فهذا يؤكد أن الحسن هو النقاء وصفاء البَشَرة أو البدن مع رقة (أما الجمال فيعني السمن واكتساء الأعضاء بما يناسبها من اللحم) وهذا يوضح لنا حديث الإيمان "الإحسانُ: أن تعبد الله كأنك تراه "فهذا يستلزم منتهى إخلاص العبادة وخلوصها من كل شائبة مُعتِمة في نيتها أو إتقان أدائها. وصرح في [ل ٢٧٢] بأن هذا الحديث السابق هو تأويل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}[النحل: ٩٠]. قال: وأراد بالإحسان الإخلاص "اه. ثم أقولْ أيضًا إن ما قررناه يوضح مصدر حمل كلمة الإحسان لمعنى الصدقة ونحوها رغم أن هذا المعنى لم يرد في [ل أو ق] فإن ذلك من النقاء والرقة كقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ}[التوبة: ١٠٣] وهو نفس المأخذ الذي منه حمل تركيب (كرم) معنى الجود. وكل ما جاء في القرآن من التركيب فأصله من التقاء الظاهري والباطني ويفسّر بالطيّب المستحلَي أو المستحب صورة كان أو مُقاما أو قولًا أو عملًا أو أداء أو تصرفًا ومعاملة مع الناس.
° معنى الفصل المعجمي (حس): انكشاف الظاهر وبدؤُه من زوال ما يعروه كما في حَسّ الشعر وحس البرد النبات -في (حسس)، وكما في انتبار الحسبانة بسبب حشوها وظهور أثر الشحم في أبدان الأبل المحسِبة- في (حسب)، وكما في (تمني) الحاسد قشر نعمة المحسود وزوالها (أو قشرها فعلًا بعينه) -في (حسد)، وكما في سقوط قشر الطير تأثرًا بما يجري في بدنه حسب طبيعته- في (حسر)، وكما في