للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوادهما على الأنف (أي نحو الداخل)، وكلذلك "القَبَل في القَدَمين: أن يتدانى صَدْراهما (إلى الداخل) ويتباعد عقباهما.

ومن ذلك استعمل في سَدّ المجوف مثل "المقَبَّل - كمعظم، والمَقْبُول: الثَوْبُ الذي رُقع، والخِرْقَةُ التي يُرْقَع بها قَبُّ القميص (من الداخل) قَبيلة ". ومن هذا أيضًا "القُبْلة - بالضم: اللَثْمة " (تلاقي فتحتي الفمين) قَبَّل المرأة والصبي - ض ".

ومن دخول الجوف "قَبِل الهدية (كفرح) قَبُولًا (أدخلها في حوزته) {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} [آل عمران: ٣٧]، {وَقَابِلِ التَّوْبِ} [غافر: ٣] ومن هذا القبول كل ما في القرآن من الفعل (يقبل) للفاعل وللمفعول، وكل (تقبّل) ماضيًا ومضارعًا للفاعل وللمفعول. ومن الأصل "قبَلَ الشيءُ وأَقْبَلَ: ضدُّ دَبَر وأَدْبَر " (واجهك داخلًا عليك بمقدَّمه) {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [الطور: ٢٥]، {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} [الذاريات: ٢٩].

أما (قَبْل) الظرفية فجاءت من نحو: "قَبَلَت الماشيةُ الوادي قَبْلًا (نصر) أي استقبلته "فهي من الاتجاه إلى الشيء في المعنى المحوري، حيث يكون الاتجاه إلى الشيء سابقًا للوصول الفعلي إليه. ومن هنا حمل اللفظ معنى الأوّلية والسبق لأن ما هو قَبْل الشيء سابقٌ له ومتقدم عليه فهذا في المكان، ثم نقلت إلى الزمان في ما يثسبه هذا المعنى {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ} [يوسف: ٧٦]، {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} [البقرة: ٤].

° معنى الفصل المعجمي (قب): هو النتوء مع تجوف وصلابة تحيط بنصف الشيء تحدُّبًا أو تقعرًا - كما يتمثل في القبّة - في (قبب)، وفي القابة البيضة الفارغة

<<  <  ج: ص:  >  >>