° المعنى المحوري خشونة أو جفاء في ظاهر الشيء يُنْبئ عن تمام قوة باطنه: كالغلام الذي طَر شاربه، وكالسُلَحْفَاة بَدَرَقَتها، وجلد الضفدع الخشن أو صوتها، وهيجان البحر من الماء الهائل في باطنه {قَالَ يَابُشْرَى هَذَا غُلَامٌ} الغلام: الطارُّ الشارب. لكن ذكر في [ل، بحر ٢/ ٤٧٥] أن الولد غلام من ولادته إلى أن يحتلم. ولا شك أن هذا من باب التفاؤل، فأساس تسميته غلامًا هو اغتلامه أي بلوغه حالة الرغبة في الأنثى [ينظر بحر ٦/ ١٤١]. وقوله تعالى:{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ}[الطور: ٢٤] هو على مذهب العرب ذاك في الاتساع الذي يكثر في تلقيب الأولاد خاصة - كما أن استعمال الولدان في {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ}[الإنسان: ١٩، وكذا ما في الواقعة: ١٧] هو من ذلك الاتساع أيضًا لأن أصل الوليد: الولد حين يولد - إلى أسبوع [بحر نفسه] ومثل هذا لا (يطوف). وعليه أرجح أن الغلام في آيتي يوسف والطور مقصود به من في سن العاشرة أو دونها. وكذا الأمر في الوليد (: الغلام) قبل أن يحتلم [تاج ولد] فالمراد بالغلمان والولدان هنا واحد. ومنه:"الغُلْمَة بالضم: شَهْوة الضراب "(من علامات تمام قوة الرجولة). وليس في القرآن من التركيب إلا الغلام ومثناه وجمعه غلمان.
ومن القوة الباطنية: الاغتلام: مجاوزة حَدّ الخير، والمغتلمون: البُغَاة الطغاة (من حِدَّة الباطن وظن كمال السيطرة).
° معنى الفصل المعجمي (غل): هو التخلل بحدة مع إحاطة أو تقييد أو ما بمعناهما. كالضم كتخلل الشيء المِصْفاة (وحجز بعضه تقييد) -في (غلل)، وكزيادة جسم الجارية والغلام والنبت (وهذا ضم فيه حدة تتخلل الأثناء) -في (غلو)، وكغَلَيان القِدْر (وهو حرارة تسري في أثنائها) -في (غلى)، وكتسرب ماء الحوض منه