"النَدَم- محركة: الأَسف الغمُّ اللازم (وفي متن اللفة: انتدم الشيءُ: ظهر أثرُه. خذ ما انتدم: ما تيسر) ".
° المعنى المحوري فَوْتُ جُلِّ الشيء ومُعْظَمِه بحيث لا يبقى إلا أثرٌ يسير منه كما في الاستعمالين الأخيرين. ولعل "النَدَم- محركة: الأسف / الغم اللازم "أصله الإحساس بفقد معظم شيءٍ أو كلِّه مع العجز عن استدراك ما فات {أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}[المائدة: ٣١]، الندم: التحسُّر. والظاهر أن ندمه كان على قتل أخيه، ولما تبين له بعد فعلته من عجزه وقماءته وسخط أبيه. وليس ندم التائبين، لأن كون الندم توبة خاص بهذه الأمة [ينظر بحر ٣/ ٤٧٥، ٤٨١]{فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ}[الشعراء: ١٥٧]. ولم يرد في القرآن من التركيب إلا (نادمين) و (ندامة) بالمعنى المذكور.
وأرى أن "نادَمَه: جالسه على الشراب "أصلها من الفقد أعني غَيبُوبة السكر بفقد الوعي. فالمادمة أصلها مشاركة في السكر كالمؤاكلة والمجالسة.
° معنى الفصل المعجمي (ند): الإبعاد امتدادًا أو مفارقة -كما يتمثل في النَدّ التل المرتفع في الماء، وندود الإبل: تفرقها وضرودها- في (ندد)، وكما يتمثل في نوادي النوى: ما تطاير منه تحت المِرْضخة (أي بأثر دقها إياه) وكذلك في الندَى الساقط من السماء- في (ندو / ندى)، وكما يتمثل في فوت ما فات مما يُندم عليه (امتداد بُعدٍ ومفارقة، وعدم التمكن من الاستدراك) في (ندم).