ومن التزايد جاء معنى التجاوز، لأنه تعدٍّ وتزيّد:"بغى عليهم: عَدَل عن الحق واستطال "(التعدي تزيد وتخطٍّ توصلا إلى نيل ما لا يُستحق). و "بَغَى الوالي: ظَلَم. وكل مجاوزة وإفراط على المقدار الذي هو حد الشيء بَغْى "(كأن الأصل أن البغي لا يكون إلا عند التجاوز في استيفاء حق ما): وبه جاء كل لفظ (بَغَى)، (بَغْى)، (باغٍ) عدا ما أسلفنا من بغى التي للطلب. {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ}[القصص: ٧٦]، {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ}[الشورى: ٢٧]، {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا}[يونس: ٩٠].
أما قولهم:"دَفْعنا بَغْىَ السماء خلْفَنا: أي شدتها ومُعْظم مطرها "فذلك من التزايد، كأنه كان يزداد ليبلغ أقصاه. ومعنى دفعوه خلفهم أنهم مروا واجتازوا المنطقة التي كان المطر يتزايد فيها فصارت خلفهم.
"يقال: هو لا يأمن بَغَتَات العدُوّ، أي: فَجَآته. وبَغَتَهُ الأمر: فَجِئه "
° المعنى المحوري هو: المفاجأة بشديد أو مكروه: كنزول العدوّ، أو أمر مكروه، فجأة:{حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا}[الأنعام: ٣١]. والضمير في آية الرأس للساعة أيضًا. وليس في القرآن من التركيب إلا كلمة (بغتة) بالمعنى المذكور.