للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استنشاء. وفي الركض والضرب يكون اللطف هو كون الخارج طاقة خفية مختزنة).

وأخيرًا فمن نشوء اللطيف "أوشَي الشيءَ: عَلِمَه "من حيث إن العلم حصول صورة في الذهن مأخوذة من الشيء. لكنها خفية في الذهن.

ومن مجاز الأصل ذلك الاستعمال المشهور "وَشَي الكَذِبَ والحديثَ: رَقَمَه وصَوَّره. النمام يشي الكذب: يؤلفه ويلونه ويزينه. وشي به وشيًا ووشاية: نَمَّ به. وشى به إلى السلطان: سعى "فالوشاية فيها إضافات مكذوبة لنسج الكلام وتلفيقه وفيها تزيين لينطلي على المكذوب له. ويلحظ أن النمّ (الإيصال) ليس أصيلًا هنا، ولكنه مطلوب الواشي عادة.

(شيأ):

{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة: ٤]

"المُشَيَّأ: مثل المؤبَّن. - كمعظَّم فيهما والأُبَنُ: العُقَدُ في العُود والعصا) والمشيَّأُ الخَلْقِ: المختلِفُ الخَلْق المُخَبَّلُه/ القبيحُ. شَيَّأ الله وجهه - ضْ: قَبَّحه ".

° المعنى المحوري نتوء متميزٍ صُلْب في ظاهر الشيءِ: كأُبَن العُود تَنْشأ منه منتبرة على ظاهره صُلبة. وكغِلَظ الملامح [انظر: قبح، حيث القبح أصله غِلَظ وتعقُّد في الملامح، ثم هم يرَوْن الأَسالة والرقَّةَ والنعومة من الجمال].

ويزيد ما سبق وضوحًا قول الجَعْدِيّ:

زَفيرَ المُتِمّ بالمشيَّأ طَرَّقَتْ ... بكاهله فمَا يَرِيمُ المَلاقيا

فهو يصف حالة ولادة المشَيَّأ من سَبيل أُمّه فهي تزفر أشد الزفير ليَخْرج، ولكنه لا يخرج ولا يَعْبُر حَلْقَة السّبِيل لعظم كاهله، وهو ما بين الكتفين، وعبّر به

<<  <  ج: ص:  >  >>