للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دكان الخمار. فإن كانتا عربيتين فأقرب ما يتأتى به دخولُهما هنا هو الحِين: الزمان أو المدة الطويلة من الدهر، حيث إن سبيل إجادة صنع الخمر أن تُعَتّق دهرًا قبل أن تجودَ لشاربيها. فالحانة والحِانوت هما المكانُ الذي تتاح فيه الخمر مُعَتَّقة هكذا.

(حنث):

{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ} [ص: ٤٤]

سئل أعرابي فصيح عن الحِنْث فقال "هو العِدْل الثقيل. قال والأحناث عندنا: الأعدال الثقال " [غريب الحديث للخطابي ١/ ٥٣٩] العِدْل هو الحِمْل الذي يكون في أحد جانبي البعير ونحوه معادِلًا ومثاقِلًا لحِمل في الجانب الآخر).

° المعنى المحوري ثِقَلُ الشيء ثقلًا بالغًا (ولا يكون ذلك إلا بسبب احتوائه على غليظ جَسِيم جاف ثقيل). كالعِدْل الموصوف بأنه ثقيل (مع أن العِدل سمي كذلك لأنه يثاقل شيئًا في الجانب الآخر فهو ثقيل في نفسه).

ومن ذلك "بلغ الغلام الحِنْث أي الإدراك والبلوغ/ الحُلُم "المستيقن أن المعنى أنه بلغ مبلغ الرجال. فالتعبير كناية. إما لثقل الرجولة من حيث الاعتداد بما يصدر عنه موقفًا أو كلامًا أو تصرفًا مقارنة بخفة أمره قبل ذلك، وإما لتكوّن مادة الإلقاح فيه، وثقلُها عظم أثرها. ولا أرى ضرورة لربط بلوغ الرجولة بارتكاب إثم حسب تفسير اللغويين لبلوغ الحنث.

ومن ذلك "حَنِثَ في يمينه - (تعب): لم يَبَرّ فيه (أي حلف على كذب). الحِنْثُ: الخُلْف في اليمين/ نقضُها/ النَكْث فيها "ومآل كل ذلك إلى الخُلْف. والخُلْف تخلّف وثقل عن الأداء {فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>