ومن معنى قلة التناول أُخِذَ المعنى الشائع للعِفَّة وهو "الكَفّ (أي عدم التناول) عما لا يَحِلُّ أو يَجْمُل، والكفّ عن المسألة والحِرْص، عَفّ الرجل وتعفف واستعف: كَفَّ عما لا يَجْمل أو يَحلّ/ عن المحارم والأطماع الدنيئة {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}[البقرة: ٢٧٣]{وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ}[النساء: ٦]، {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[النور: ٣٣ وكذلك ما في ٦٠ منها].
وواضح في ضوء الأصل أن العِفّة تتحقق بقلة التناول أيضًا -لا بالكف التامّ وحده- كما يُفْهم من كلامهم.
هذا، وأما "العَفْعَف: ثمر الطلح "فالطلح شجر عظيم الجرم، فلعلهم استصغروا ثمره (الذي هو بَرَم طيب الريح) بالنسبة لعِظَم الشجر. وكذلك "العُفَّة -بالضم: سمكة جرداء بيضاء صغيرة إذا طُبخت فهي كالأرز في طعمها " (أو لأنها يَجْتزئ بها (يستعِفّ) من لا يجد مِلْءَ بطنه).
"العِفَاء - ككتاب: ما كثُر من الوَبَر والريش. ناقةُ ذاتُ عِفاء: كثيرة الوبر طويلتُه قد كاد يَنْسِل. عفا شَعَرُ البعير: كثُرَ وطال فغطَّى دَبَرَه (الذي في ظهره). وعِفَاءُ النعامة: الريش الذي علا الزِفَّ الصغار (الزِفّ -بالكسر: صغير الريش) وكذلك عِفَاء الديك والطير. ولا يقال للريشة عِفَاءَةٌ حتى يكون فيها كثافة. وعِفَاء السحاب أيضًا كالخَمْل في وجهه. وأرض عَافِيَة: لم يُرْعَ نَبْتُها فَوَفُر وكَثُر. وعَفَت الأرضُ: غَطَّاها النباتُ والعُشْب ". - وعَفَت الريح الأثرَ تعفوه: طمسته