للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(غيب):

{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [البقرة: ٣]

"الغابة: الأَجَمةُ ذاتُ الشَجَر المتكاثِف/ التي طَالتْ ولها أطرافٌ مرتفعة باسِقَةٌ/ أَجَمَة القَصَب، والوَطاءة من الأرض التي دُونَها شُرْفة. والغَيْب -بالفتح: ما اطمأن من الأرض. وغَيَابة الجُبّ والوادي: قَعْره. وغَيْبَان الشجرة -بالفتح وكهيَّبَان: عروقُها التي تَغِيبُ في الأرض ".

° المعنى المحوري الاختفاء استتارا بكثيف في أثناءٍ أو عُمْقِ: كالغابة لأنها تُخْفِى ما في أثنائها، وكذلك المطمئن من الأرض غَابةً أو غَيْبًا أو غَيَابَة: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} [يوسف: ١٠ وكذا ما فيها ١٥]. وكغيّبان الشجر.

ومنه "غابتَ الشمسُ وغيرُها من النجوم: غَرَبت (دخلت في فجوة نهاية الأفق) والغائب: ما استتر فلا يشاهد {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [النمل: ٧٥]، "وغاب: تخلف عن الحضرة " {مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل: ٢٠] {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} [الأعراف: ٧]، {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: ٣]: باللَّهِ وملائكته ورسله والبعث ويوم القيامة والجنة والنار -وهذا كله غيب [طب شاكر ١/ ٢٣٦] (أي غائب ليس مُعاينا). وكل (غيْب) في القرآن فهو إما من هذا، وإما من الأمور الغائبة في السموات أو الأرض، من موجودات أو أحداث أو أنباء، إلى كل غيب ذكره القرآن وتتطلب سلامُة العقيدة الإيمانَ بالثابت منه ثبوتًا يقبله الشرع. ويتأتى أن يكون معنى الإيمان بالغيب الالتزام بالإيمان حال الغياب عن

<<  <  ج: ص:  >  >>