للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصوف، وهو وضع فيه شيء من إعراض، ومن تكبر كما في الصيَد، ويكون النظر فيه شَزْرًا. وفي كل ذلك ما فيه من اقتحام الناس وتصغيرهم. ومن أجله نُهِى عنه في الآية {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} ويمكن أن تؤخذ الآية على الكناية عن التكبر وازدراء الناس أي مع قطع النظر عن الوضع الحقيقي للخد).

(صعق):

{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: ١٤٣]

"صَعِقت الركيّة (تعب): انقَاضَت فانهارت. وصَعَق الثور (كفتح) صُعاقًا -كغراب: خارَ خُورًا شديدًا ".

° المعنى المحوري اختراق أثناء الشيء وعُمْقه فينهار، أو انهيار الشيء لذهاب الشدة من أثنائه. كخروج ذلك الخوار الصوت الشديد من جوف الثور، وكذهاب الشدة والتماسك من أثناء البئر. وصُعاق الثور تسمية الشطر المعنى، إلا إذا قيل إن الصعاق يهدر قوته. ومنه صَعِقَ (تعب): مات (ذهبت من باطنه قوة تماسكه)، {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: ٦٨] {حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} [الطور: ٤٥]. وصَعِق أيضًا غُشِى عليه وذَهَب عقله (كذلك) {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}، والصاعقة: جسم ناري مشتعل يسقط من الماء في رعد شديد [الوسيط]- (تقتل من تصيبه) {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} [الرعد: ١٣] وكذا ما في [البقرة: ١٩، ٥٥، النساء: ١٥٣] وأما ما في [فصلت: ١٣، ١٧، والذاريات: ٤٤] فالصاعقة فيهن استعارة للعذاب القاتل {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً}: عذابًا شديد الوقع كأنه صاعقة [الكشاف ٤/ ١٨٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>