أما "الفتى: السخي الكريم وهو بين الفتوة "فهو من الفتى: الشاب؛ لتميز الشباب بطراءة الشباب وحماسه ونقاء فطرته قبل جَساوة الحياة والتجارب.
وكذلك:"الفتى والفتاة: العبد والأمة "فأصل ذلك من استخدام صغار السن لخفتهم وقوتهم فاستعمل لهؤلاء تلطفًا: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ}[يوسف: ٦٢]، {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ}[النساء: ٢٥]، {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ}[النور: ٣٣](وتأمل الآيات التي أوردناها يبين أن الفتاة هي من بلغت وصلحت، والفتى: الشابُّ الصالح للخدمة والمعاشرة المؤاخذُ على تصرفاته).
أما قولهم:"أَفْتاه في الأمر: أبانَه له. والفُتْيا: تبيين المشكل "فهو من المفارقة والتمييز وفَضّ التباس الأمر وتشابكه: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ}[النساء: ١٢٧]{أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ}[يوسف: ٤٦]. وكل ما في القرآن من التركيب هو (الفتى) ومثناه وجمعه، وفعلا الفتيا (أفتى)(يستفتي). وسياقاتها واضحة.