القرب، وهو صالح لحضورها أو حضورنا فيها، ويؤازر هذا وصف السماء الأولى المرئية بالدنيا. وكلمة (الدنيا) من أشيع مفردات القرآن. أما قولهم "المُدَنِّي من الناس -كمحدّث: الضعيف الذي إذا آواه الليل لم يبرح ضعفا "فأنا أرجح أن أصلها "المدنِّن ".
"دُون: نقيضُ فوق "(أي أنها بمعنى تحت) وهذه التحتية هي أصلها عندي.
° المعنى المحوري كَوْن الشيء منخفضًا في أسفل شيء. وقد استُعملت في مجاز ذلك مثل "التَدَوُّن: الغِنَى التام (كما قالوا هو في خَفْضٍ من العَيش) وثوبٌ دُونٌ: رَديء. ورجل دُون: ليس بلاحق (= خسيس) دان يَدُون: خَسَّ وحَقُر "، وتأمل {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء: ٤٨]، ١١٦]، أي ما كان أقلَّ أي أخفض في درجة الذنب {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ}[الجن: ١١] غير صالحين أو أقل في الصلاح {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ}[الرحمن: ٦٢] أقل أو أقرب لكن أفضل. {وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ}[الأنبياء: ٨٢](أقل أو غير)، {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ}[المؤمنون: ٦٣] الضمير في (لهم) لمكذّبي الرسل المذكورين قبل ذلك ببضع آيات أي من دون الغمرة والضلال المحيط بهم: سعايات فساد، وأعمال سيئة دون الشرك، لا يفطمون عنها حتى يأخذهم الله بالعذاب. وقيل الضمير للمؤمنين والأعمال النوافل مقابل الفرائض [بحر ٦/ ٣٨٠]. والقول الأخير متكلف على السياق. ومنه قولهم "دُونَ ذلك خَرْطُ القَتَاد "أي أنَّ مكابدة خَرْط أي سَلْت شوك القتاد بالكفّ عارية يُصادَفُ