حضرة الراعي. وذلك تأخُّرٌ عنها، كما أن المسوق يلحق بسائر الدواب التي كانت تسبقه وذلك تجمع)، {مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إلا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ}[سبأ: ١٤].
ومن التأخير نَسْءُ "المُحَرَّم "إلى "صَفَر "أي تأخير حرمة الأول إلى الثاني. "كانوا يكرهون أن يتوالى عليهم ثلاثةُ أشهرٍ (ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم) حُرُمٍ لا يُغِيرُون فيها. فكانوا إذا صَدَروا عن مِنًى بعد الحج يقوم رجل من كنانة فيقول أنا الذي لا أُعاب، ولا أُجاب (أي يُسَلَّم لي بكلامي فلا يُرَدّ) ولا يُرَدُّ لي قضاء "فيقولون صَدَقْتَ أنسِئْنا شهرًا أي أخّر عنا حُرْمَةَ المحرم واجعلها في صَفر وأَحِلَّ المحرم. فيُحِلّ لهم "المحرم ". قال تعالى:{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} قال الأزهري: "النسئ "بمعنى الإنساء اسمٌ وُضِع موضع المصدر الحقيقي من أنسأت .... "اهـ.
ومن حِسِّيّ التأخير "انْتَسَأْتُ عَنْه تأخرت "ومن معنويه "نسأت عنه دَينَه: أخرتُه نَسَاءً - كسحاب. ونَسَأ الشيءَ: باعه بتأخير "وفي الحديث عن أنس - رضي الله عنه - "من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنْسَأ في أجله فلْيَصِل رَحِمه ". النَسْءُ: التأخير يكون في العُمُر والدَيْن. وقوله يُنْسَأ أي يُؤَخَّر. ومنه الحديث "صلة الرحم مَثْراةٌ في المال مَنْسَأَةٌ في الأثر "نسأل الله تعالى النَّساء في الأجل مع حُسْن العمل والعاقبة. اللهم آمين.