"خَمَطَ اللحمَ (ضرب): شَوَاه فلم يُنْضجْه. والخمْطَة -بالفتح: الخَمْر التي أَخَذَت شيئًا من الريح وأُعْجِلَت عَنْ الاستِحْكامِ في دَنّها/ أَوَّل ما تبتدئ في الحُمُوضة قبل أن تَشْتَدّ. وكلّ طَرِيّ أخَذَ طَعْمًا ولم يستَحْكِمْ فهو خَمْطٌ. ولبن خَمطٌ: حامض. وخَمَطَ السِقاءُ: تغيرت رائحتُه ".
° المعنى المحوري فقد الشيء طِيبَه أو قبولَ النفس له لعدم سَوَاء الأثناء أو تغيرها. كطعم اللحم واللبن وكل ما لم ينضج، وكريح السقاء المتغير الرائحة {ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ} أي مسيخ أو حامض، والسياق والتركيب يُحيلان تفسير الخمْط بالطيّب.
ومن ذلك "الخَمْطَةُ: ريح نَوْر الكَرْم وما أشبهه مما له ريحٌ طيبة وليست بشديدة الذكاء طِيبًا (ريح نَور الكرْم ضعيفة أصلا). وأرض خَمْطَة: طيبة الرائحة (طيب نسبِيٌّ من رُبُوض الغَنَم بها مثلًا، وتُقبَل رائحتها عندهم -لا أنها عطرية [ينظر ل بنن]). وليس في هذا تضاد مع نحو "خمط السقاء "، إذ ليس الأمر مقابلة بين ريح خبيثة وطيبة، بل هي في الحالين ريحٌ عاديّة مشوبة بخبْثٍ ما. ومن الأصل كذلك "خَمِطَ الرجل (تعب) وتَخَمَّط: غَضِبَ وتكبر وثار. وهو مُتَخَمّط: شديدُ الغضب له ثَوْرَةٌ وجَلّبَة "(الغضب مشاعر حادة في الباطن، لنقص ما يُرضِي).