للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(جلس):

{إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا} [المجادلة: ١١]

"الجَلْس - بالفتح: الصخرة العظيمة الشديدة, وما ارتفع عن الغَوْر ".

° المعنى المحوري ارتفاعٌ أو نتوءٌ (محدود) مع تجمع جرم وشدة تماسك. كالصخرة. والجَلْسُ من الأرض ناتئ عما حوله من الأرض، ويعبَّر بالجَلْس عن الجبل تغاضيا عن قيد المحدودية. ومنه "ناقة جَلْس شديدةٌ مشرفة، وقَدَح جَلْس: طويل، وشُهْد جَلْس: غليظ (لا يبدو تماسكه إلا إذا كان متراكمًا مرتفعًا) ومنه الجلوس: القعود (حيث يجتمع الجسم ويتضام مرتفعًا عن وضع الاتكاء ونحوه). والمجلس - كمنزل موضع الجلوس "جمعه {الْمَجَالِسِ} كما في آية التركيب.

هذا. وقد قال ابن فارس - مثبتًا للفرق بين الجلوس والقعود "ونحن نقول إن في "قعد "مَعْنى ليسَ في "جلس ". ألا تَرَى أنّا نقول: "قامَ ثم قعد "و "أخذه المُقيم المُقْعد "ونقول لناس من الخوارج "قَعَدٌ ". ثم نقول: "كان مضطجعًا فجلس "فيكونُ القعودُ عن قيام، والجلوس عن حالةٍ هي دون الجلوس، لأن "الجلس: المرتفع. فالجلوس ارتفاعٌ عما هو دونه " [الصاحبي ١١٦]. وقال الراغب: "وجلس "أصلُه أن يَقْصد بمقعده جَلْسا (أي مرتفعًا) من الأرض. ثم جُعِل الجُلوس لكل قعود، والمَجْلِسُ لكل موضع يقعد فيه الإنسان. قال الله تعالى: {إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} فابن فارس يبين الأصل، والراغب ينبّه على تطور الدلالة.

° معنى الفصل المعجمي (جل): الاتساع انبساطًا أو انكشافًا وابتعادًا كما في الجِلال: الغِطاء للحجلة - في (جلل)، وكما في الجلا انحسار الشعر عن مساحة واسعة

<<  <  ج: ص:  >  >>