للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(سيب):

{مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} [المائدة: ١٠٣]

"السُيوب: عُروُق من الذهب والفضة تَسِيبُ في المَعْدِن، أي تجرى فيه، سميت سيوبًا لانسيابها في الأرض "اهـ. والسَيْب - بالفتح: مُرْدِىّ السفينة (كُدْرِدىّ، وهو خشبة تُدْفَع بها السفينةُ تكون في يَد الملَّاح). والسِيبُ - بالكسر: مجرى الماء. وقد ساب الماء: جرى ".

° المعنى المحوري جريان الشيء - أو سريانه - عن تعوّقٍ ما - بلا نهاية (معتادة): كالعرُوق المذكورة في الأرض، وكالسَيْبِ: المردِيّ، لأنه يُجرى السفينة بأن يدفعها حتى تعوم بعد أن كانت راسبة، وكجَرَيان الماءِ في السِيْب. ومنه: "سَيْب الفرس: شَعَرُ ذنبه (يبدو أطول من المعتاد) وساب: ذهب مسرعًا (انطلق مستمرًّا). وسيَّب الدابةَ أو الناقةَ أو الشيءَ - ض: تركه يَسِيب حيث شاء (جريان وامتداد بلا قيد). وكل دابة تركتَها وسَوْمَها فهي سائبة ". ومنه: "السائبة: البعير الذي يسيَّب لنذر، أو نجاة، أو لإدراك نِتاج نِتاجه، أو هي أم البَحيرة. كانت الناقة إذا ولدت عشرة أبطن فلا تُركب ولا يُحمل عليها ولا يَشْرب لبنها إلا ابنها أو الضيف ولا تُطْرد عن ماء أو كلأ .. فإذا ماتت أكلوها، وبُحِرت أذن بنتها الأخيرة وسُيّبت " [تاج]، {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ}.

ومن الأصل: "السَيْبُ: العطاء "كأنه شيء أُجْرِىَ له " [المقاييس] أي أطلق من

بيت المال. وكما قالوا: جِراية لنفس المعنى، ثم إنه لا يسترد؛ فهو ذهاب بلا قيد.

وأما "السَيَاب - كسحاب: ما تعقَّد من الطلْع حتى صار بلحًا "، فلقوَّته على استكمال مسيرة نموه، أي استمرار هذا النمو - أي أنه لم يذبل أو يمت كما يحدث

<<  <  ج: ص:  >  >>