للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من هذا [نفي + زال أو مضارعها].

(زلف):

{فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص: ٢٥]

"الزَلَفة - بالتحريك: مَصْنعة الماء، والبِرْكةُ، والغدير الملآن، والصَحْفَة الممتلئة، وكل ممتلئ بالماء زَلَفة " (المصنعة كالخزّان).

° المعنى المحوري انحدار ما حول المكان بكثافة منتقلًا إليه حتى يتجمع فيه ويمتلئ به (لهبوط المكان). كالبِرْكة والغَدير والمصنعة .. {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ} [الشعراء: ٦٣, ٦٤] كأن المعنى أن الله أَحْدَرَهم في مُنْفَلَق البحر فغرقوا. ومعنى {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الشعراء: ٩٠] قُرِّبتْ إليهم أو لدخولهم وكذا هي في [الشعراء: ٩٠، ق: ٣١ والتكوير: ١٣]، وفَسّر قر الكلمة في الموضعين [١٣/ ١٠٧، ١١٥] وكذا ذُكر في [ل ٣٨] بالنسبة [للشعراء ٦٤] والدقيق في هذه: أحدرناهم ثمَّ أي أدخلناهم فَلْق البحر. وكذلك {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً} [الملك: ٢٧] فسرت في [ل] بالقرب مع أن الضمير راجع إلى الحشر في الآية ٢٤ من تلك السورة. والصواب تفسير الحسن {زُلْفَةً} بـ (عيانا)، والأشبه أن هذا في وقت الحشر نفسه. والمعنى فلما رأوه عيانا. ومعاينة الشيء أو حضوره يؤخذ بقرب من الانحدار إليه [ينظر قر ١٨/ ٢٢٠]. كما جاءت الزُلْفة بمعنى الطائفة من الليل {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: ١١٤] ففيها - مع كونها مدة متوالية - المرور الزمني السلس الذي يشبه الانزلاق. والتقريب بما يشبه الإحدار هو من الأصل {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى} [سبأ: ٣٧] أي إزلافا [قر ١٤/ ٢٠٥] أي تقريبًا سَلِسًا

<<  <  ج: ص:  >  >>