للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الثاء والراء وما يثلثهما]

(ثرر - ثرثر):

"عين ثرَّة وثَرّارة وثَرْثارة - بالفتح فيهن: غزيرةُ الماء. وسحاب ثَرٌّ: كثيرُ الماء. ومطر ثَرٌّ: واسع القَطْر مُتَدَاركهُ. وعَيْنٌ ثَرَّةٌ: كثيرةُ الدموع، وطعنةٌ ثَرَّة: كثيرة الدم، وشاة ثَرَّة وثَرُور: واسعةُ الإحليل ".

° المعنى المحوري هو: غزارة المائع المنبثق أو الخارج من شيء (١): كالماء والدمع والدم واللبن في ما ذكر. ومنه "ثَرَّ الشيءَ من يده (رد): بدَّده ". ولذا جاءت "ثرثر: تكلم في تخليط، فهو ثَرثار - بالفتح - مهذار " (كثير الكلام. والكلام لطيف الجرم كالمائع).

(ثرى):

{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه: ٦]

"الثَرَى - كالفتى: الترابُ النَدِيّ، وقد ثَرِيت الأرض (كَرِضيَ): نَدِيَتْ


(١) (صوتيًّا): تعبّر الثاء عن نفاذ دقاق كثيرة بكثافة، والراء عن استرسال، ويعبر الفصل منهما عن نفاذ المائع ونحوه بغزارة واسترسال: كالماء من العين الثَّرّة: الغزيرة الماء. وفي (ثرى) تزيد الياء معنى الاتصال؛ فيعبر التركيب عن امتداد النافذ: كامتداد نَدَى الماء في أثناء التراب في الثرى. وفي (ثور) تعبّر الواو عن اشتمال، ويعبر التركيب هنا عن تجمع الدقاق التي نفذت من الأثناء (اشتمال) فتظهر كما في الثَوْر: الطُحْلَب. وفي (أثر) سبقت الهمزة بالضغط؛ فحبر التركيب عن قوة النفاذ أو الانفصال باسترسال يتمثل في الاستمرار والدوام - كما في الأثر: بقية الشيء. وفي (ثرب) تعبر الباء عن تلاصق وتجمع، والتركيب معها يعبر عن لصوق ما نفذ من الشيء بسطحه منتشرًا: كالثرب على الكرش.

<<  <  ج: ص:  >  >>