"أذاعَ الناسُ والإبلُ بما في الحَوْض: شربوا ما فيه. وتركتُ مَنَاعي في مكانٍ فأذاعَ الناسُ به: ذَهَبُوا به. وكل ما ذُهِبَ به فقد أُذِيعَ به ".
° المعنى المحوري إذهاب الشيء (أي أخذه) كله متفرقًا هنا وهنا بحيث لا يُسترجَع: كذهاب الناس بالماء والمتاع المذكورين.
ومن معنويه "ذاع الخبرُ يَذيع: فشا وانتشر. وقد أذاعَه وأذاع به: ومنه {أَذَاعُوا بِهِ} في الآية، أي أفشوه ونشروه. وأذاع السِرَّ: أفشاه وأظهره، ورجل مِذْياع لا يستطيع كَتْمَ خَبَر (فُشُوّه وانتشارُه ذَهابٌ وتَفَرُّقٌ بابتعاد أي إلى أماكن بعيدة ولا يحاصر).
° المعنى المحوري انقيادٌ بسلاسة مع في الباطن (أي عدم تصلبه أو استعصائه): كتلك الناقة السَلِسة الرأس وهو معنى الخضوع والذُل. ومنه "أَذْعَنَ لي بحقي: أقرَّ به طائعًا غيرَ مُكره " (فهو إقرار مع تسليم باطني) وفي آية التركيب {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} [النور: ٤٨ - ٤٩] واضح أن الإذعان في الموقف الأخير يقابل الإعراض في الحالة الأولى. وفي الإعراض كِبرٌ وعِصْيان