وتمكن (١). كما يأخذ المكوك وهيأته الموصوفة تعطى كثرة الأخذ وتمكُّنَ المأخوذ في جوفه. لضيق فمه، وكمَكّ ما في الضَرْع باستقصاء، وكأَخْذ مُخّ العظم بقوة مصًّا. ومكّةُ شرفها الله تعالى وصانها سميت -قيل- لقلة مائها وأنهم كانوا يمتكّون الماء فيها أي يستخرجونه (من الآبار- وبخاصة زمزم)، وهذا واضح من الأصل. ويتأتى أن يكون سبب التسمية جمعها الناس من كل حَدَب وصَوْب حيث يجذبهم مُقام البيت فيها للزيارة والإقامة. وقيل لإهلاكها من ظلم فيها وألحد- ووجهه بعيد.
• (مكو):
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيتِ إلا مُكَاءً}[الأنفال: ٣٥]
"المَكوُ- بالفتح، وكفَتَى: جُحرُ الثَعلب والأَزنب ونحوهما، وقد يكون للطائر والحية. ومَكا الإنسانُ يمكو مُكَاء- كصداع: صَفَر بفيه / يجمع بين
(١) (صوتيًّا): تعبر الميم عن تضامّ ظاهري، والكاف عن ضغط غثوري دقيق في الأثناء، والفصل منهما يعبر عن جذب إلى جوف وضم في أثنائه، أو منه -أي أخذ ما انضم- بقوة كالمكوك حيث يتمكن فيه ما يضمه. وفي (مكو) تعبر الواو عن اشتمال، ويعبر التركيب عن اشتمال على فراغ يمتد يشتمل على شيء في أثنائه كالمكو جُحر الثعلب والأرنب بدقته. وفي (مكث) تعبر الثاء عن دقاق كثيرة منتشرة، ويعبر التركيب معها عن اللبث في مكان كأنما الأثقال تثقله أو انتقلت الكثرة إلى امتداد زمنيّ. وفي (مكر) تعبر الراء عن استرسال، ويعبر التركيب معها عن اختزان رقيق مسترسل في الأثناء كتمكير الحبوب: احتكارها. وفي (مكن) تعبر النون عن امتداد باطني. ويعبر التركيب معها عن رسوخ الشيء متجمعًا في باطن يلتئم عليه كمكن الضِباب: بيضِها في بطونها.