ومن مفعولية الغلظ الممتد (أي الذي يطول زمنه) وما يسببه من بِلَى الشيءِ وفسادِ قِوامه في ذاته كطَلَح البعير جاء "الطَلاح نقيض الصَلاح، والطالح: خلاف الصّالح: فاسد لا خير فيه وقد طَلَح (كقعد) طلاحًا. . . ويتأتى أن يتصف بذلك لأفعاله.
روى أنهم أعجبهم طَلْحُ وَجٍّ (منطقة) وحسنُه، فأعلموا أن في الجنَّة طلحًا يَفضُلُه [ل] ولعلّه لظله مع طيب رائحة نوره. ولئن كان السياق يسمح بأن يكون الطلح في الآية شجرًا {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: ٢٨ - ٣٠] فإن السياق والمقام معًا يقتضيان أن يكون الكلام عن ثمر، فالسِدْر شجر ذو ثمر. والمقام لتعديد وجوه نعيم أصحاب اليمين. فقول ابن سيده إن الطلح لغة في الطلع قوي، وبه تتضح قراءة سيدنا على كرم اللَّه وجهه {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ}(بالعين لا بالحاء) مع قَرْنه إياها بورود الطَلْع في القرآن موصوفًا بنفس الصفة {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}[ق: ١٠][قر ١٧/ ٢٠٨].
ويكون هذا الطلح من تركيب (طلع) أصلًا.
• (طلع):
{لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}[ق: ١٠]
"الطَلْع -بالفتح: نَورُ النخلة ما دام في الكافور. طَلَع الزرعُ إذا بدأ يَطْلُع وظهر نباتُه. وأطلع: بَدا. وأَطْلعَ الشجر: أَوْرَقَ. طَلَعَتْ سِنُّ الصبي: بَدَتْ شَبَاتُها. الطُلَعاء -بضم ففتح أي كغُلَواء: القَئ. طَلَعت الشَّمس، والقمر، والفجر، والنجوم. وكل بادٍ من عُلْو طالعٌ ".