للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء: ٢٥]، ومثل هذا الأخير كل {أَوَّابٌ} مفردًا أو جمعًا.

والليل هو زمن السكون والاستقرار؛ فبينهما تلازم. ومن هنا قيل: "التأويب: سير النهار كله إلى الليل. وتأوّبه وتأَيَّبه: أتاه ليلًا. وأُبْتُ الماءَ وتأَوّبتُه وائْتَبْته: ورَدْته ليلًا ".

ومن طريف استعمال التركيب في معنى الرجوع المادي "أوَّب الرجلُ الأديم: قَوَّره ودَوَّره " (يعود في صنع الدائرة إلى الموضع الذي بدأ منه بحكم الاستدارة) "وما أحسن أَوْبَ دَوَاعِي هذه الناقة: ترجيعَها أيدِيَها وقوائمَها في السير. والأيّاب - كشداد: السَّقّاء " (يعود ليزوّدهم بالماء مرة بعد مرة).

[الباء والتاء وما يثلثهما]

(بتت):

"البَتُّ: كساء غليظ مُرَبَّع من وَبَرٍ وصوف. والبَتَات - كسحاب: متاع البيت، (والبَتات كذلك): الزادُ ". "بَتَّ الحبل: قطعه ".

° المعنى المحوري (١) هو: منع امتداد الشيء يجعله قصيرًا (٢): كالبَتّ فإنه


(١) سنقتصر - من هنا فصاعدا - على عبارة (المعنى المحوري) والمقصود به في كل حالات استعماله (المعنى المحوري الذي تدور عليه كل استعمالات التركيب المدروس).
(٢) (صوتيًّا): الباء للتراكم أو التجمع الرخو مع تلاصق ما، والتاء للضغط بدقّة أو حدّة. والضغط بدقة وقوة على موضع رخو قد يتولد منه القطع - كما يُقْطَع الحَبْل بالدَّقِّ، وقد يتولد منه التماسك. وهنا عبّر الفصل (بتت) عن القطع الذى قد يتمثل في قِصَر الشيء كما في البَتّ. وفي (بيت) تعبر الياء عن معنى الاتصال، ويعبر التركيب عن المأوى =

<<  <  ج: ص:  >  >>