للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وثن):

{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج: ٣٠].

"استوثن المالُ: سَمِنَ، والإبلُ: نشأت أولادُها معها، والنَحْلُ: صار فرقتين كبارًا وصغارًا، والمالُ: كثُر. وَثَن بالمكان: أقام. والواثن: المقيم الراكد الدائم ".

° المعنى المحوري هو: نمو الشيء كثرةً أو ضخامةً أو امتدادَ بقاء: كالسِمَن في البَدَن، وكالأولاد للإبل والنْحل معهما، وكالمقيم في المكان (يعمره أو يملؤه). ومن هذا: الوَثَن: الذي كانوا ينصبونه إلاهًا مع الله - جل وعلا - لُحظ فيه اتخاذه إلاهًا مع المعبود بحق سبحانه وتعالى عما يصفون. ووجه تسميته قيل انتصابه وثباته على حالة واحدة [تاج]، أو أن اتخاذه تكثير. لكن أسلوب القصر في قوله تعالى: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا} [العنكبوت: ١٧] يتطلب وجهًا آخر، فأرى أن المقصود به الإشارة إلى أنها زيادات، ولا أصل لها، أو أن المقصود أنها مجرد حجارة أو أنصاب جامدة لا تعي شيئًا. فالأول من نمو الكثرة، والثاني من البقاء الدائم الراكد. وليس في القرآن من التركيب إلا كلمة (أوثان).

أما عن الفرق بين الوثن والصنم:

فهناك من وحّد بينهما كالجوهري والفيومي، وهناك من فرّق بينهما، وهو الراجح. وقد تناول الفرقُ مادة كلٍّ منهما، وهيأته من حيث كونُه مصورًا أو لا، ثم من حيث التجسم وعدمه.

والذي أرجّحه بالنسبة لمادة كلٍّ منهما ما ذكره هشام الكلبيُّ (صاحب كتاب الأصنام) وهو أن الصنم ما كان مصنوعًا من خشب أو ذهب أو فضة أو غيرها

<<  <  ج: ص:  >  >>