للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالكسر- وهو الشقّ في وسط شط النهر ينبعث منه الماء): جاوز حَدّ مثله " (أي فلا يكاد يُقدَر على سَدِّه).

وملاسة الظاهر يلزم عنها أيضًا سلاسة مرور الشيء وجريانه عليه -كما لو أَمَرَّ الإنسان يده على رخام ناعم أو مرمر، ومن ذلك جاء "المَرْدُ- بالفتح: دفع السفينة بالمُرْديّ (ككرسي وهو خشبة يدفع بها الملاح السفينة فتندفع في الماء بسلاسة كأنها تنزلق) "والمَرْد كذلك: السوْق الشديد "هو من هذا. ومن معنوي هذا ما في قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} [التوبة: ١٠١]، (تعودوا عليه وسلس أمره عليهم فلم يعودوا يشعرون بحرج).

أما "مَرَدَ الخبزَ والتمرَ في الماء: ماثه حتى يلين، والشيءَ: لينه، والصبيُّ ثَدْيَ أمه "فقد رويت بالذال المعجمة والثاء، فالحق مع من رواها بهما كأبي عبيد فتلك الليونة أنسبُ أن تعبر عنها الذال، لكن تليين الخبز والتمر بالماء يتأتى من معنى الملاسة هنا، لأن كليهما تنعيم وإذهاب للخشونة. وأما "المَرْد: الغض من ثمر الأراك "فلم أره، ولعله أملس صُلْبٌ شأنَ الثمار الفِجّة، فيكون من المعنى الأصلي هنا وهو الملاسة ولازمها شدة الشيء في ذاته.

(مرض):

{لَيسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} [النور: ٦١]

"يقال للشمس إذا لم تكن مُنْجَلِية صافيةً حَسَنة: مريضةٌ. وليلة مريضةٌ: إذا تغيمت السماء فلا يكون فيها ضَوء / لا تُرى فيها كواكبها. وفُسّر قولُ أبي حية: [وليلةٍ مَرِضَتْ من كل ناحية] بأنها أظلمت. وقال ابن الأعرابي: المرض: (ظلام الطبيعة واضطرابها بعد صفائها واعتدالها. والمَرَضُ: الظلمة اهـ. وأرض مريضة:

<<  <  ج: ص:  >  >>