للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإما في نار فتتضاعف مشقاته [بحر ٨/ ٤٧٠] وأضيف أن أساس جميع مشاقّه مسئوليتُه عن كل شيء في حياته. والسياق في باقي السورة يؤيد هذا. وتفسيرها بخَلْقه منتصبًا معتدلًا ليس له وجه إلا التمحّل، ولا يساعده سياقُ السورة. وقد ضعّفه أبو حيان.

أما قولهم: "كَبِدُ الأرض: ما في معادنها من الذهب والفضة، وكَبِدُ كل شيء: وَسَطُه - كما يقال كَبِدُ السماء "فهذا وذاك من التشبيه بكَبِد الإنسان والحيوان من حيث موقعُه من البدن.

(كبر):

{وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الجاثية: ٣٧]

"كَبُر: ضد صَغُر. كِبْر كلِّ شيء: مُعظمه.، وكِبْرةُ وَلَدِ أبويه - بالكسر فيهما: أكبرهم ".

° المعنى المحوري نُمُوّ حَجْم الشيء أو زيادته بالنسبة لحجمه أو لحجم غيره - كنمو جسم الناشئ شيئًا بعد شيء، أو زيادةُ حَجْمه عن غيره. وللتلازم بين امتداد زمن وجود الحي وعظم حَجْمه باطّراد استُعمل في الامتداد الزمني (كِبَر السنّ) {وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا} [النساء: ٦]، {وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ} [البقرة: ٢٦٦] ومن كِبَر السنّ هذا كل (الكِبَر) وكلمة (كبير) في [يوسف: ٧٨، القصص: ٢٣]. كما استعمل في العِظَم المعنويّ {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد: ٩]. ثم كل (كبير) فهو كِبَر عِظَم سواء بالنسبة لصغير أو غير ذلك، أو كِبَر رياسة، وجمعه (كُبراء). وعن {كَبِيرُهُمْ} [يوسف: ٨٠] ينظر [بحر ٥/ ٣٣١] أما (كبيرة) في [البقرة: ٤٥، ١٤٣] فهي بمعنى ثقيلة شاقة (والثقل لازم

<<  <  ج: ص:  >  >>