للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري حدود ما يُجْهَد فيه جريًا أو حَمْلًا: كالسفية المملوءة؛ حيث بلغت شحنتُها حدودَ طاقتها، وأمَدُ الخيل: مسافة السباق ما بين حدِّ أول جَرْيها وآخِرِه.

ومن أمد الخيل المكاني استُعمل في الأمد الزماني "الأمد: الغاية، يقال: ما أمَدُك؟ أي كم سِنُّك "أي مدة سِني حياتك من ولادتك إلى الآن، ومن هذه: المسافة الزمنية {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا} [الجن: ٢٥]-أي أجلًا وغاية [قر ١٩/ ٢٧] فهو أجل ممدود طويل طبقا للأصل، ولمقابلته بالقُرْب. ومن ذلك {فَطَال عَلَيهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [الحديد: ١٦] [وانظر: قر ١٧/ ٢٤٩] {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَينَهَا وَبَينَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} [آل عمران: ٣٠].

(مدن):

{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ} [التوبة: ١٢٠]

"المدينة: الحصن يُبنَي في أُصْطُمَّة الأرض (أصطمة البحر: وسطه ومُجتَمعه، وأُصْطُمّة كلِّ شيء: مُعظَمه) وكل أرض يُبنى بها حصن في أُسْطُمتها فهي مدينة. المدينة: المِصْر الجامع ".

° المعنى المحوري المِصْر الجامع المحصَّن- وتعريف المدينة بالحصن = يذكّرنا باتخاذ القدماء قِلاعًا ونحوها مبالغةً في الامتناع والتحصن من الأعداء، وفيه الفرق بينها وبين القرية التي هي تجمُّع لبيوت لم يُلحظ فيه التحصن. وقد أُطلقت المدينة في القرآن الكريم على العواصم ونحوها، فأُطلقت على مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا}

<<  <  ج: ص:  >  >>