ومنه "الصَبْر: نقيضُ الجَزَع "وحقيقتُه الثباتُ للمصيبة أو المشقة والتماسك والاستمرار في ما هو فيه، وعدم الانقطاع أو الزوال عنه. {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ}[البقرة: ١٥٣] أي بالثبات على ما أنتم عليه من الإيمان "{وَبَشِّرِ الصَّابِرِي}[البقرة: ١٥٥]. وكل ما في القرآن من هذا التركيب فهو بمعنى الثبات عند الشدة أو المجاهدة. هذا "والصَبُور في أسماء اللَّه عز وجل الذي لا يعاجل العصاةَ بالانتقام. وهو من أبنية المبالغة ومعناه قريب من معنى الحليم. والفرق بينهما أن المذنب لا يأمن العقوبة في صفة الصبور كما يأمنها في صفة الحليم "[ل]. ومنه "صَبَر به (كنصر): كَفَل. وهو به صَبِير: كفيل زعيم " (كأنه ثَبَت ووقَف سَنَدًا له -تأمل "الصَبِيرُ: السحابُ الأبيضُ الذي يصبُر بعضُه فوقَ بعض دَرَجًا "[١٠٨/ ٢٥](أي يثبت داعمًا بعضه بعضا).