المغلوب المقروع " {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ}[غافر: ٥]: وكذا ما في [الكهف: ٥٦] فهذا معنوى لا شك أي ليُزيلوه ويبطلوه. وفي قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ}[الشورى: ١٦]، معناه أنها زائلة لا تثبت أمام الحق فلا قيمة لها.
وقولهم "الدّحيض: اللّحيم "هو من تراكم اللحْم على اللحيم حتى صار بدنه مستديرا زلقا، أو كأنما رُمِىَ اللحْم عليه رَمْيًا. كما قال في وصف ناقة:{مَقْذُوفَة بدَخِيسِ النَحْضِ}. فدخيس النحض هو اللحم المكتنز. والشاهد هنا أنه عبّر عن تراكم اللحم عن الناقة بأن الناقة مقذوفة به. وقذف الشيء بالشيء هو من باب إزلاقه عليه من حيث إن كلا من القذف والإزلاق إلقاء ودفع.
° معنى الفصل المعجمي (دح): الضغط القوي على الشيء. كما في دحّ الشيء وضعه على الأرض ثم دسّه حتى يلزق بها -في (دحح)، وفي (دَحْو) الخباز الفرزدقة القطعه من العجين أي بسطها بعض الشيء مستديرة، والدحو: استرسال البطن إلى أسفل مع عظمه -في (دحو)(فالدحو يتحقق بالاستدارة الكاملة كالكرة -كما في البطن الموصوفة، وبالاستدارة مع شيء من البسط كدحو قطعة العجين قُرْصة)، وكما في دفع الشيء بعنف لإبعاده -في (دحر)، وكما في اندفاع الشيء بقوة وغلظ لثقله مع زلق مكانه -في (دحض).