للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لعب):

{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ} [الحديد: ٢٠]

"اللُعاب -كغراب: ما سال من الفم من الصبي. ولُعاب النحل: ما يُعَسِّله، وهو العسل. لعاب الحية والجراد: سَمُّهما. لعاب الشمس: شيء تراه كأنه ينحدر من السماء إذا حميت وقام قائم الظهيرة شبه الخيط تراه في الهواء إذا اشتد الحرّ ما تراه في شدة الحرّ مثل نسج العنكبوت. استلعبت النخلة إذا أطلعت طَلعًا وفيها بقية من حملها الأول ".

° المعنى المحوري اضطرابٌ وتسيب في ما يصدر عن الشيء بسبب تجمع حيويته أو نشاطه. كلعاب الصبي من غزارة حيوية باطنه، وكالعسل من بطون النحل وكلعاب الشمس- وكلها متسيبة مضطربة (ولعاب الحية والجراد تشبيه في الخروج من الباطن أو الأثناء. وإطلاع النخلة طلعًا أخضر بعد وشك انتهاه حملها الأول هو اضطراب وعدم انضباط).

ومن هذا الأصل أُخذ اللَعِب (ضد الجِدّ) وهو تسيب في الحركة واضطراب أي عدم استقامة أو عدم قصد في الاتجاه والتصرف. وقد جاء في [ل]. "سمى اضطراب الموج لعبًا لما لم يَسِر بهم إلى الوجه الذي أرادوه، ويقال لكل من عمل عملًا لا يجدى عليه نفعًا: إنما أنت لاعب "وهذا يؤكد أن في اللعب معنى العبثية التي هي عدم القصد والجدوى {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} [يوسف: ١٢]، {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا لَاعِبِينَ} [الأنبياء: ١٦]. وهذه مثل {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون: ١١٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>