للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قسر):

{كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدثر: ٥٠، ٥١]

"القَيْسرِيُّ من الإبل: الضخْم الشديدُ القَوِيّ. والقَسْوَرُ - بالفتح: حَمْضَة من النجيل مثلُ جُمّة الرجل يطول ويعظم والإبل حِراص عليه. وقَسْوَرة الليل: نِصْفُه الأولُ أو معظمه ".

° المعنى المحوري شدة مع عِظَم يلزمها الغَلَب والقهر - كالقيسريّ من الإبل الموصوف، والحمضة المذكورة تنجذب الإبل إلى رعيها انجذابًا قويًا إذا ملّت من رعي الخُلّة [يلحظ قوله "حراص عليه "وينظر ل حمض، حلل] ويشهد لقوة إقبال الإبل على هذه الحمضة قول جبيهاء الأشجعي يصف عِظَمَ سِمَنِ مِعْزًى: (لجاءت كأن القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عساليجُه) فهذا الإقبال انجذاب عظيم من باب الإكراه - كما نقول: لا يقاوَم.

ومنه "القَسْوَرَة: الرُماة "فالرماة يأخذون المَصِيد قهرًا بأوضح من القهر في حالة السُماة (١) وبه فسر الفراء وعكرمة قوله تعالى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} وهو تفسير بادي السَدَاد. وقد قال قائل لعكرمة إن القسورة الأسد بلغة الحبشة فأجاب بأن القسورة الرماة وأن الأَسَد بالحبشية عَنْبَسة اهـ. وهذا وجدته في معجم الحبشية، فبطل زعم التعريب من أساسه. أما أن القَسْوَرة الأسدُ بالعربية فهذا من حيث المعنى يتأتى من الأصل المذكور للتركيب لقوّة الأسد المتزايدة


(١) السماة صيادون يلبسون جوارب تقيهم شدة حرّ الرمل في الهاجرة ويطاردون الظباء حتى تنشوى أظلافها في حرّ الرمل، فتعجز عن الجرْى، فتقف، فيأخذوها باليد.

<<  <  ج: ص:  >  >>