جرمه- مئةٌ منه تزن حبة شعير [ل. ٢٥/ ٣٩]. ومنه:"ذرّت الشمسُ: طَلَعت أول طلوعها أول ما يسقط ضوءُها على الأرض والشجر "(تبدو أشعة دقيقة منتشرة ويزداد انتشارها قليلًا قليلًا). وفي قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}[النساء: ٤٠] فُسِّرَت الذرّة بالنملة الصغيرة، وقيل إن النملة المذكورة لا وَزْن لها (أي لا توُزن)، وإن المقصود بالذرة واحدة مما يُرى من دِقاق في أثناء شُعاع الشمس الداخل من النافذة، وأقول إن التفسير بهذا الأخير أولى؛ لأنه يحقق المبالغة في الدقة والخفة. وليس في القرآن من التركيب إلا (ذرة) بمعناها هذا. وأما الذرية فقد جَرَيتُ على أنها من (ذرأ) وإن كانت تتأتى من هذا التركيب.
ويقال:"ذرّ الله الخلق في الأرض: نَشَرهم (انتثار مسترسل مع دقة)، وذرّية الرجل: وَلَدُه (ينشئون عنه دقاقًا - تنتشر باسترسال) وهي على زنة فُعْلِيّة "{رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً}[آل عمران: ٣٨]. وأما "ذَرِّىُّ السيفِ -بالفتح على صيغة المنسوب: فِرِنْدُه وماؤه "فمن الأصل أيضًا، لأن الفرند وصف بأنه وَشْىٌ بالغ الدقة كمَدَب النمل [ينظر ل ربد].
ومن ملحظ الدقة أخذت الحِدّة لأنها صورة منها، وانتشار الحدة في الحيّ يتأتى منه الغضب ونحوه "الِذرَار -كقِتَال: الغَضَب والإنكار. ذارّت الناقة مذارّة: ساءَ خُلُقها ".