"الآبية من الإبل: التي تَعاف (شربَ) الماء، وهي أيضًا التي لا تريد العَشاء. أَخَذَه أُباء من الطعام أي كَراهِيَةٌ له. أُوبِىَ الفصيلُ - للمفعول - عن لبن أمه أي: اتّخَم عنه لا يَرْضَعُها. الأَبيّ من الإبل: الممتنعة من العَلَفِ لسَنَقِها، والممتنعةُ من الفَحْل لقلة هَدَمها (الهدَم - محركةً: اشتهاؤها أن تُضرَب). ويقال: أخذ الرجلَ أُبَاءٌ من الطعام أي كراهية له ". "والأُباء - كرُخام: داء يأخذ العَنْزَ الأهليةَ من شَمّ أبوال الماعز الجبلية وهي الأَرْوَى ... ؛ فتمتنع من شرب الماء، ويقتلها الداء، فلا يكاد يُقْدَر على أكل لحمها من مرارته ".
° المعنى المحوري لاستعمالات هذا التركيب هو: الامتناع عن الشيء امتناعًا تامًّا كراهةً له (أو إحساسًا بالاستغناء عنه وعدم الحاجة إليه): كحال الإبل المذكورة، والفصيل المتَّخِم، وكذلك الإِبِل السَنِقة (المُتْخَمة)، وكالممتنعة من الفَحْل، والعَنْز التي أَخذها الأُباءُ؛ فلا تشرب.
هذا، ومن جنس الاستعمالات المذكورة يقال:"أَخَذَ الرْجلَ أُباءٌ: إذا كان يأبى الطعامَ فلا يشتهيه. وأَبِيتُ من الطعام واللبن (كرَضِيت): إذا انتهيتَ عنه من غير شِبَع ".
ومن ماديّ الامتناع:"الأَبَاء - بالفتح والمد: القَصَب (وهو ما نسميه البُوص أو الغاب)، ويقال هو أَجَمة الحَلْفاءِ والقَصَب خاصة ". وقد رد ابن السراج (٣١٦ هـ) تسميتها إلى الامتناع "وذلك أنها تمتنع وتَأْبَى على سالكها "ونظّر أبو الحسن الأخفش (٢١٠ هـ) لهذه التسمية بقوله: "وكما يقال لها أَجَمة، من