[قال الفيروز آبادي إن "الأبَ "- يعني الوالد - أصلُه أَبَوٌ].
"يقال فلان يَأْبو هذا اليتيم إِباوةً: يغذوه كما يغذو الوالد وَلَده. ومالَهُ أبٌ يأْبوه، أي يَغْذوه ويربيه ".
° المعنى المحوري لاستعمالات هذا التركيب هو: الغَذْو: كما هو واضح من الاستعمالين المذكورين. والغَذْو: إمدادُ البطن بما يقُوت البَدَن وينميه. ويؤيد ذلك ما جاء في تركيب [أبى] وسيأتي - من استعمالات تعبر عن امتلاء البطْن، ورفض الأكل أو شرب اللبن بسبب هذا الامتلاء. ومع القرب الصوتي بين الياء والواو، فإن هذا يُسَنِّى لنا الاحتجاج بما ورد من أحدهما في الآخر. وكذلك تركيب (أبب) الذي يعبّر - ضمنَ ما يعبّر - عن المرعى الذي هو غذاء للماشية. والخلاصة أن الأَبَ سُمَّى أَبًا لغذوه أولادَه ومَنْ يعُوله، أي إطعامهم، والسعي عليهم؛ من أجل ذلك.
والذي جاء في القرآن من هذا التركيب هو (الأب) بمعنى الوالد مفردًا ومثنى وجمعا حقيقة أو تغليبا. وهو في كلها مضاف. وقوله تعالى:{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ}[يوسف: ٤] التاء بدل من ياء الإضافة [قر ٩/ ١٢١]{قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ}[البقرة: ١٣٣] تغليب. جاء في [قر ٢/ ١٣٨]"سمى الله كلًّا من الجدّ إبراهيم، والعم (إسماعيل) أَبًا، وبدأ بذكر الجد، ثم إسماعيل العم لأنه أكبر من إسحاق "، وكذا {وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ}[النساء: ١١] تغليب. وهذا كثير ومشهور. وأما {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ}[الأنعام: ٧٤] فانظر (أزر).