ولحظ في حراكيك الإنسان مناظرتها لحارك الدابة. ومنه (غلام حَرِك -ككتف: أي خَفِيف (الحركة) ذَكِيٌّ، والحَرِيك: العِنّين (الذي لا يأتي النساء عجزًا أو لا يريدهن [ق]) أي لضعف حركة عضوه يتجه إلى الجوانب ولا ينفذ. ومنه. كذلك "حَرَك: إذا منع الحق الذي عليه (لا يندفع لأداء الحق) وهو ميمون الحريكة والعريكة (كأن المقصود وصفه بالدماثة ولطف التعامل).
ومن ذلك الأصل: "الحركة: ضد السكون "فهي انتقال قليل (١) ضعيف كأنما لتماسك هذا المتحرك بموضعه لا يكاد يفارقه. ومنه آية الرأس مع ملاحظة أن أصل اللسان مدود فهو لا ينتقل كلية إنما يتحرك وأصله مشدود في موضعه. ومن هذا "المِحراكُ: الخشبةُ التي تحرّك بها النار ".
أما قولهم "حَرَكت مَحرَكَهُ بالسيف "فهو من إصابة الحارك، إذ ليست هناك "حرك "بمعنى "قطع ".
"الحَرَمانِ: مكةُ والمدينةُ. الحَرَم: حَرَمُ مكة وما أحاط إلى قريب من الحَرَم قد ضُرب علي حدوده بالمنار القديمة التي بين خليلُ الله عليه السلام مشاعرها. وكانت قُريش تعرفُها .. ويعلمون أن ما دون المنار إلى مكة .. حَرَمٌ لا يحلّ صيده ولا يُقطَعُ شجره، وما كان وراء المنار فهو من الحِل يحِل صيده إذا لم يكن صائده مُحْرمًا ". "حريم الدار: ما دخل فيها مما يغلق عليه بابُها ما أُضِيف إليها وكان من
(١) يحقق هذا القيدَ تعريفُهم الحركة بأنها "كونٌ أول في مكان ثان، أو كونان في آنين في مكانين "كشاف التهانوي ٢/ ٩١ وتعريفات الجرجاني. فأخذوا المكان الثاني في الحسبان.