للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمر وجوده بعد ما كان مغفولًا عنه كأنه عَدَمٌ أو مَيت، فهذا الشعور القوي بالشيء حدّة له، فعُبّر عن حينونته بما يعني الحدّة (ينظر أنى يأنِي). "أَحَمّ الأمرُ: حان وقته. أحم الشيء: دنا وحضر. حُمّة الفراق: قَدَرُ الفراق. حُمّ له ذلك: قُدّر. الحِمام- ككتاب: قضاءُ الموت وقَدَره " (ويلحظ الانتقال من معنى حينونة الشيء إلى معنى الحكم به). ومن هذا القرب وحضور الوقت استعمل في القصْد "حَمَمْتُ حَمّه: قصَدْت قصْدَه. حممت ارتحال البعير: قصدت ". ونظير أخذ القصد من قرب الشيء هنا قولهم "أمَّة: قَصَد ": مع "الأَمَم: مقابل الشيء، القُرْبُ. أخذته من أمم: من كثب ".

هذا و "التحميم: المتعة " (كأنه من الغسل بالماء الحميم: الحار -لأنه صورة من براءة الساحة).

أما "الحمام "كسَحَاب: فقالوا هو البَرِّيّ (١) وهذه الدواجن يمام، وميل بالعكس، وأرى أن ذلك البرّىّ هو الذي يسمىّ حَمَاما من نِفاره وعَدم (٢) إلْفهِ، كما وُصِفت المرأة النفور من الريبة بأنها شموس، وحُرّة.

وكلاهما من الحرارة.

(حمو- حمى):

{مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} [المائدة: ١٠٣]

"حَمْوُ الشمس وحَميُها -بالفتح فيهما: حَرُّها. وقد حَميت الشمسُ، والنارُ، والتنورُ -كرَضِى: اشتدَّ كُلٌّ منها. وحَمِى المسمارُ وغيره في النار: سَخُن. وحُمة العقرب والحَيّة والزُنْبُور ونَحْو ذلك (كقُلَة وأصلها حُمَوٌ أو حُمَىٌ والهاء عوض): شمُّها.


(١) عليه الجوهري وابن سيده وغيرهما ينظر ل.
(٢) ينظر عن فوائده الطبية القاموس وتاج العروس، وتذكره داود ١/ ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>