من الأضداد، ولا تضاد على الحقيقة: إذ الأساس إخراج ما في الحوزة، وهذا يتحقق في البيع والشراء معًا؛ إذ الفرق بينهما اعتباري: فإذا اعتُبر المُخرَج ثمنًا فهذا شراء، وإذا اعتُبر سلعة فهذا بيع. وعبارة الراغب هنا:"البيع: إعطاء المُثْمَن وأخذ الثَّمَن، والشراء إعطاء المن وأخذ المُثْمَن، ويقال للبيع الشراء، وللشراء البيع بحسب ما يُتصور من الثَمَن والمُثْمَن ". فإذا أضفنا أن البيع والشراء نشآ أولًا مبادلةً ومعاوضةَ سِلعة بسلعة، وأن النقود التي استُعملت في البيع والشراء نشأت متأخرة = تبيَّن سلامةُ تحديد معنى التركيب:{وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}[البقرة: ٢٧٥]، {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ}[البقرة: ٢٨٢]. والمبايعة صفقة تُبذل فيها الطاعةُ مقابلَ الرعايةِ والأمنِ، أو ثوابِ الله وفضْله:{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}[الفتح: ١٠]. وأما "ابتاع الشيء: اشتراه "[المعجم الكبير] فهو من الأصل ولكن صيغة افتعل للاتخاذ قلبت المعنى. وبِيعَة النصارى - بالكسر: مكانُ بذل الطاعة من القلب، أو بيع النفس لله، كما كانت فرقة "الشُراة "تسمى نفسها. ودلالة الصيغة عل المكان كدلالة الحِلّة - بالكسر - عليه. وليس في القرآن من التركيب إلا (البيع) و (المبايعة) و (البيعة) كل بمعناه الذي ذكرناه.