"الفِكر - بالفتح والكسر: إعمالُ الخاطر أو النظرُ في الشيء. فَكَر في الشيء (ضرب - قاصر) وأفكر وتفكر بمعنى ". وفي [الفروق لأبي هلال ٨٨]: "التفكر: تصرف القلب بالنظر في الدلائل ". وعبارة ابن فارس:"تردد القلب في الشيء "(والتعريفات الثلاثة متلاقية. وليس في التركيب استعمالات مادية).
° المعنى المحوري ترتيب المعاني الذهنية (الجزئية) وتقليبها للوصول إلى ما تؤدي إليه: فهذا معى عبارة أبي هلال وهي أوضحها وأقربها إلى معنى الفكر. {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ}[المدثر: ١٨]، {أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا}[سبأ: ٤٦]. (تُعْمِلوا أذهانكم في أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنتم فرادى أو مثنى مثنى بُعْدًا عن تشويش الكثرة، فتستحضروا حاله وما جاء به فيتبين لكم استحالة أن يكون به جنة [ينظر بحر ٧/ ٢٧٧] ففيه بسط جيد. {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل: ٤٤]، فهو - صلى الله عليه وسلم - يبين ثم على الناس أن يتفكروا. ودائرة التفكير هنا مطلقة فهي أوسع، فكأَنّ التفكير هدف مستقل. ولا عجب فهو خاصة الإنسان التي بها كُرّم، وأداته اللغة {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: ٣، ٤]. وقال تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} [المدثر: ١٨، ١٩] أي فكر في القرآن ومن أتى به، وقدر في نفسه ما يقول فيه [بحر ٨/ ٣٦٦]. وكل ما في القرآن من التركيب فهو من التفكير بالمعنى الذي ذكرناه.