للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انقطاع القوة والحَول بعد فَوت الفرصة أي شعور باطني بالغ الحدّة بالندم لإضاعتهم سبب السعادة الأبدية الذي كان متاحًا، مع عدم فرصة استدراك الأمر) وهذا معنى كل كلمة (حسرة). وفي {فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: ٢٩] فتبقى محسورا منقطعا عن النفقة والتصرف كما يكون البعير الحسير، وهو الذي ذهبت قوّته فلا انبعاث به .. [قر ١٠/ ٢٥١] ثم استبعد أن يكون من الندم لأن الوصف من الحسرة حَسِر وحسران لا محسور.

(حسم):

{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة: ٧]

"حِسمي -كذكري: أرضٌ بالبادية فيها جِبالٌ شواهقُ مُلس الجوانب لا يكاد القتامُ يفارقُها. حَسَم العِرقَ: قطعه ثم كواه لئلا يسيل دمُه. والصوم محسَمَة للعِرق: مَقْطَعة للنكاح. وحَسَمتْه أُمه الرضاعَ: منعته ".

° المعنى المحوري إيقاف أي قطعٌ لما يخرج أو يمتد من الشيء عادة فيستوي ظاهره على حدوده. كَلام فتحة العِرق لحبس الدم. وقطْعُ النكاح يوقف خروج الماء عادة، وكذلك الجبال المُلْس الجوانب.

ومنه "حَسَم الأمر على فلان: قطعه عليه لا يظفر منه بشيء (منعه لا يسترسل له منه شيء) {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} قطعت دابرهم فلم تبق منهم أحدًا. وهذا ما أوافق عليه المبرد وأبا زيد [قر ١٨/ ٢٦٠ والزجاج ل ٢٤] وفسرها أبو عبيدة [٢٦٧] والفراء وغيرهما [في فر، ل] بالمتتابعة. وليس بشيء ولا مدخل له هنا، إلا أن يعنوا بذلك: كاملة تامة فيكون لها وجه. والأول أقرب وأحكم وأنسب لما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>